فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الطارق:
مكية.
ست عشرة آية في المدني وسبع عشرة في عدِّ الباقين.
اختلافهم في {إنهم يكيدون كيداً} لم يعدها المدني.
كلمها أحدى وستون كلمة.
وحروفها مائتان وتسع وثلاثون حرفاً.
ولا وقف من أولها إلى {حافظ} فلا يوقف على {الطارق} في الموضعين ومثله في عدم الوقف {النجم الثاقب} لأنَّ جواب القسم لم يأت وهو {إنَّ كل نفس} وقيل {مم خلق}.
سمى النجم وهو الجدي طارقاً لأنه يطرق أي يطلع ليلاً ومنه قول هند بنت عتبة:
نحن بنات طارق ** نمشي على النمارق

تعني أنَّ أبا نجم في شرفه وعلوه.
وقيل جواب القسم {إنه على رجعه لقادر} وما بينهما اعتراض.
والوقف على {خلق} الأول تام إن جعل {خلق} الثاني مستأنفاً وليس وقفاً إن جعل تفسيراً للأوَّل إذ لا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف.
{لما عليها حافظ} تام. ومثله {مم خلق} وكذا {والترائب} إن لم يجعل {إنه على رجعه} جواب القسم.
{لقادر} كاف إن نصب {يوم} بقوله: {ولا ناصر} وليس بوقف إن نصب بـ: {لقادر} والضمير في {رجعه} راجع للإنسان أي على بعثه بعد موته أو راجع للمنى أي رجعه إلى الإحليل أو إلى الصلب لكن رجوعه للإنسان أولى وجعل {يوم} معمولاً لقوله يظهر من ذلك تخصيص القدرة بذلك اليوم وحده قاله أبو البقاء قال ابن عطية بعد أن حكى أوجها عن النحاة وكل هذه الفرق فرَّت من أن يكون العامل في {يوم} {لقادر} ثم قال وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل في {يوم} {لقادر} لأنه إذا قدر على ذلك في هذا اليوم كان في غيره أقدر بطريق الأولى ولا يصح أن يكون العامل في {يوم} {رجعه} لأنه قد فصل بين المصدر ومعموله بأجنبي وهو {لقادر} وبعضهم يغتفره في الظرف.
{السرائر} كاف.
{ولا ناصر} تام.
ولا يوقف على {الرجع} ولا على {الصدع}.
{فصل} حسن.
{بالهزل} أحسن مما قبله.
{كيداً} الثاني جائز للابتداء بالأمر مع الفاء.
آخر السورة تام.. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة الطارق:
مكية.
وآيها ست عشرة مدني أول وسبع عشرة في الباقي.
خلافها:
آية {يكيدون كيدا} تركها مدني أول.
القراءات:
أمال {أدريك} أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق.
وقرأ {لما} الآية 4 بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وذكر بهود وهي بمعنى إلا لغة مشهورة في هذيل تقول العرب أقسمت عليك لما فعلت كذا أي إلا فعلت فإن نافية أي ما كل نفس إلا عليها حافظ.
وأمال {الكافرين} أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الطارق:
{لما} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بتشديد الميم وغيرهم بتخفيفها.
{مم} وقف يعقوب والبزي بخلف عنه بهاء السكت وغيرهما بغير هاء.
{لقادر} {السرائر} جلي.
{رويدا} آخر السورة وآخر الربع.
الممال:
{يصلى} و{بلى} و{أتاك} و{تبلى} لدى الوقف عليه بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
{الكافرين} بالإمالة لرويس والبصري والدوري والتقليل لورش.
{النار} مثله ما عدا رويسا فيفتح.
{أدراك} سبق في سورة الانفطار.
المدغم الكبير:
{إنك كادِحٌ}، {ربك كدحا}؛ {أقسم بالشفق}، {أعلم بما}، {والمؤمنات ثم}، {إنه هو} {الودود ذو العرش}. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الطارق:
قوله تعالى: {لما عليها حافظ} يقرأ بتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه جعل {إن} بمعنى ما الجأحدة وجعل {لما} بمعنى إلا للتحقيق والتقدير ما كل نفس إلا عليها حافظ من الله تعالى والحجة لمن خفف أنه جعل إن خفيفة من الثقيلة وجعل ما صلة مؤكدة والتقدير إن كل نفس لعليها حافظ.
ولان المكسورة الخفيفة أقسام تكون خفيفة من الشديدة وبمعنى ما وحرف شرط وزائدة وبمعنى إذ وبمعنى قد وبمعنى لم.
ولان المخففة المفتوحة أقسام أيضًا تكون خفيفة من الشديدة وحرفا ناصبا للفعل المضارع وتكون زائدة وتكون بمعنى أي. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

86- سورة الطارق:
{إن كل نفس لما عليها حافظ}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {إن كل نفس لما} بالتشديد أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ف {إن} بمعنى ما و{لما} بمعنى إلا والعرب تقول نشدتك الله لما فعلت المعنى إلا فعلت.
وقرأ الباقون {لما} بالتخفيف ما تكون زائدة على هذه القراءة المعنى إن كل نفس لعليها حافظ. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الطارق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الطارق: الآيات 1- 4]

{وَالسماء وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إن كل نفس لما عليها حافظ (4)}

.الإعراب:

{والسماء} متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) الثالثة اعتراضية {ما} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين {النجم} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو {إن} حرف نفي {لمّا} حرف للحصر بمعنى إلّا {عليها} متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ {حافظ}..
جملة: (أقسم) بالسماء... لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {ما أدراك...} لا محلّ لها اعتراضية.
وجملة: {أدراك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الأول.
وجملة: {ما الطارق...} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل {أدراك}.
وجملة: {(هو) النجم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّ كلّ نفس لمّا...} لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: {عليها حافظ} في محلّ رفع خبر المبتدأ {كلّ}.

.الصرف:

{الطارق}، في الأصل هو اسم فاعل من الثلاثيّ طرق أي سار في الليل وزنه فاعل، ثمّ أطلق ليكون اسم جنس أو كوكب معهود.

.الفوائد:

- {لمّا} الاستثنائيّة:
من أوجه {لما} أنها ترد حرف استثناء، فتدخل على الجملة الاسمية، كما في هذه الآية {إن كل نفس لما عليها حافظ} كما تدخل على الماضي لفظا لا معنى، نحو: (أنشدك اللّه لما فعلت) أي ما أسألك إلا فعلك.

.[الطارق: الآيات 5- 7]

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مم خلق (5) خلق مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصلب وَالترائب (7)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (اللام) لام الأمر {ممّ} متعلق بـ: {خلق}، و(ما) للاستفهام حذفت الألف لتقدّم حرف الجر {من ماء} متعلق بـ: {خلق} الثاني {من بين} متعلق بـ: {يخرج}..
جملة: {لينظر الإنسان} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلق} (الأولى) في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق.
بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.
وجملة: {خلق} (الثانية) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يخرج...} في محلّ جرّ نعت لماء.

.الصرف:

(6) {دافق}: اسم فاعل من الثلاثيّ دفق، وزنه فاعل.
(7) {الصلب}: اسم للظهر وزنه فعل بضمّ فسكون جمعه أصلاب زنة أفعال.
{الترائب}، جمع تريبة اسم للصدر أو أضلاعه أو لحمه ودمه، وزنه فعلية كصحيفة والجمع فعائل، وفيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة والأصل ترايب.

.البلاغة:

الطباق: في قوله تعالى: {مِنْ بَيْنِ الصلب وَالترائب}.
فقد طابق بين عظم الظهر وعظم الصدر، وأفرد الأول، وجمع الآخر، لأن صدر المرأة هي تريبتها فيقال للمرأة: ترائب يعني بها التريبة وما حواليها وما أحاط بها.
أو يقال إنه تعالى أراد: يخرج من بين الأصلاب والترائب، فاكتفى بالواحد عن الجماعة، كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما} ولم يقل والأرضين.

.[الطارق: الآيات 8- 10]

{إِنَّهُ على رجعه لقادر (8) يوم تبلى السرائر (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصر (10)}.

.الإعراب:

{على رجعه} متعلق بـ: {قادر}، والضمير فيه يعود على الماء الدافق أو على الإنسان {يوم} ظرف زمان منصوب متعلق بـ: {رجعه}، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر {له} متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ {قوّة}، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {ناصر} معطوف على {قوّة} مجرور لفظا مثله.
جملة: {إنّه... لقادر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تبلى السرائر...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ما له من قوّة...} لا محلّ لها جواب شرط مقدر أي إذا بعث يوم القيامة فما له...

.الصرف:

(9) {السرائر}: جمع سريرة زنة فعيلة، أي ما يكتم في النفس، والجمع فعائل فيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة، أصله السرائر.

.[الطارق: الآيات 11- 14]

{وَالسماء ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقول فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بالهزل (14)}.

.الإعراب:

{والسماء} مثل السابق، {ذات} نعت للسماء مجرور {الأرض} معطوف على {السماء} بالواو مجرور، (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: {(أقسم) بالسماء} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّه لقول...} لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: {ما هو بالهزل} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.